الخميس، 15 فبراير 2018

محمد بن الصالح حمر العين

العلامة الشيخ محمد بن الصالح حمر العين
 (رضي الله عنه)




العالم الفقيه محمد صالح حمر العين (رحمة الله تعالى) ،  أيقونة مدينة سطيف في العلوم الدينية والتصوف، نعم هو أحد أبرز علمائها، وأجل فضلائها، فهو العالم اللّغوي ، والفقيه ، والمتكلم، والشاعر، لقد كان عالماً فاضلاً ، وصوفيا متبتلا، محباً للخير وأهله ، خادماً للقرآن، ناشرا للعلم ، عاشقاً للعترة النبوية الطاهرة، ولنسلهم الشريف .

 وُلِد الشيخ (رحمه الله تعالى) سنة 1926 ميلادية ، 1344 هجرية ، في قرية أولاد حمر العين، قرب بلدية بني عزيز، الكائنة بولاية سطيف.


نشأ الشيخ (رحمه الله تعالى)، في بيئة علمية وثقافية، إذ كان لعائلته شرف تأسيس زاوية ''العين''، التي توافد عليها جمع كبير من طلبة العلم،  ومن كلّ الأقطار، وقد كان لوالده وعمه وأخيه، والذين كانوا من أساطين العلم والمعرفة ونجوم في الزهد والتصوف، أثراً كبيراً في تطوير هذه الزاوية، كما أن والدته كانت عالمة فقيهة، درس ولدها البار محمد صالح حمر العين (رحمه الله تعالى)،  على يدها أصول العقائد، ومقدمات الفقه، وقبل ذلك كان قد حفظ القرآن العظيم، وعمره لم يتجاوز ثلاثة عشر عامًا، ودرس الفقه وأصوله ، وعلم الكلام، والنّحو والصرف والبلاغة، والمنطق، والحساب، والفلك..... على مشايخه، ومنهم: الشيخ بن عمارة الزلاجي، والشيخ علي بن كسيرة، والشيخ موسى بن كسيرة، والشيخ عمر صباح الخلفاوي، والشيخ الحسين بن قارة........  وغيرهم.

ولمّا اندلعت الثورة التحريرية المباركة، ثورة نوفمبر المجيدة، اضطر الشيخ (رحمه الله تعالى)، إلى مغادرة منطقة القبائل، الّتي كان يُدرِّس فيها علوم الدِّين، و مبادئ اللغة العربية، وقد التحق بالثورة المجيدة، وكان فيها عضوًا في اللجنة القضائية، التابعة لجيش التحرير الوطني ، وكان مقرّبًا الى الكثير من العلماء ، وصديقًا لأغلبية شيوخ الزوايا في منطقتي سطيف ، وبرج بوعريريج ، كما أنه كان مقربا لدى شيوخ زاوية بن حمادوش بقجال .


بعد الاستقلال وظّف في قطاع التعليم فترة من الزمن ، وفي آخر حياته درس مجموعة من طلبة العلم الشرعي ،الفقه المالكي ،كما أخذوا عنه دروساً في العقيدة الأشعرية ، لقد كان الشيخ (رحمه الله تعالى ) أضبط أهل سطيف لمذهب الإمام مالك، حتّى أن الأساتذة الجامعيين المختصين في الشريعة الإسلامية، يلجأون إليه لفك المعضلات.

لم يترك الشيخ (رحمه الله تعالى) أيّ تأليفات سوى كتاب في شرح الآجرومية،  وقد كان ذلك بإلحاح من طلبته ومريديه، وهذا الأخير كان يلقيه تباعًا في مسجد الشيخ المقراني بحي ''راسيدور''، زيادة على ذلك فقد كان له شعرًا كثيرًا ضاع عبر مرّ الزمن .

يعود للشيخ (رحمه الله تعالى)، الفضل البارز في الحفاظ على المدرسة الفقهية التي عرفت في منطقة سطيف وضواحيها، وكان له الفضل أيضا على كثير من الشيوخ، والأئمة، وطلبة العلم بالمنطقة، ولايكاد أحدهم يجهل قيمته العلمية، حيث درسوا على يديه، وحضروا عنده صنوف العلم، فأصبحوا فيما بعد يشكلون المرجعية الدينية في المنطقة، وقد كان شارحًا للعديد من المراجع من أمهات الكتب مثل: الجوهرة، والرحبية والآجرومية ،وقطر الندى ،وألفية ابن مالك ،ومتن ابن عاشر ،ورسالة ابن أبي زيد ، ومختصر خليل.......

توفي الشيخ محمد صالح حمر العين (رحمه الله تعالى ورضي عنه) يوم الأربعاء 27 رجب سنة 1432 هـجرية ، الموافق لـ 29 جوان 2011 ميلادية، عن عمر يناهز 85،  (رحمه الله رحمة واسعة، وتغمده برأفته، ورضي عنه، وأسكنه فسيح جناته.

شُيِّعت جنازة الشيخ (رحمه الله تعالى) ، بمقبرة سيدي الخَيِّر (رحمه الله) ، مع العلم بأنّ أحد تلامذته القاطن بفرنسا تجشّم عناء السفر والحضور مراسم الجنازة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعريف بمنطقة ڤـجــال وتاريخها

 تاريخ منطقة قـجـال ڤـجــال قجال ( بــ الفرنسية : Guidjel )   ، هي بلدية جزائرية ، تابعة إقليمياً وإدارياً لـ دائرة قجا...