الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد
المربي الشريف سيدي محمد عبد اللطيف بلقايد الإدريسي الحسني
العلوي المحمدي ، المالكي الأشعري الجنيدي الهبري البلقايدي ، شيخ الزاوية البلقايدية
الهبرية، وطريقتها، و من كبار علماء الجزائر ، هو عالم من علماء المذهب المالكي،
وعلم من أعلام العقيدة الأشعرية ، والمنهج الجنيدي ، ساهم في حفظ مكانة الزوايا
العلمية في الجزائر ، ومبادئها ، وهي الإهتام والتركيز على تدريس القرآن العظيم
وعلومه، و الإلتزام بالدين الحنيف ،يدعو الى الخرافات و الخزعبلات البدعية التى لا
اصل لها من كتاب و لا سنة.والدعوة إلى الإسلام المعتدل الخالي من كل غلو وتطرف ،
وتدريسه وتبليغ تعاليمه ، ونشر ثقافته ، ولا ننسى أن نذكر بمحور نشاطه ، وإشعاع
مقامه ، ورافد أخلاقه وسلوكه ، التربية وعمادها المحبة ، فهي هيئة في نفسه راسخة ،
تصدر عنه بيسر وسهولة ، فتدثر المريدين ، وتشمل المحبين ، وتحيط بالخلق أجمعين،
ولا عجب فهي من نسج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إنه شيخ الشوخ وكبيرهم ،
وتاج العلماء والمربين .
نسبه :
يعتبر من آل البيت ، ويمتد نسبه إلى إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن أمير
المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ، والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ) صلى الله عليه وآله
وسلم( .
- وهو حسني وحسيني فـ جده عبد الله المحض الكامل ، أبوه هو الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط ، وأمه هي فاطمة بنت الإمام الحسين السبط.
- - رسول الله (صلى الله عهليه وآله وسلم)، وعلي بن أبي طالب جداه ، وحمزة سيد الشهداء ، وجعفر الطيار في الجنة عماه، وخديجة الصديقة ، وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاه ، وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيدة نساء العالمين، وفاطمة بنت الحسين سيدة ذراري النبيين أماه ، والحسن والحسين ، سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبواه .-
- ويمتد نسبه الروحي من حيث طريق القوم إلى سيدي محمد الهبري المتصل السند بمولانا العربي الدرقاوي، عن سيدنا أبي الحسن الشاذلي، عن سيدنا عبد السلام بن مشيش .
لمحة عن الشيخ :
المربي سيدي محمد عبد اللطيف بلقايد: هو نجم سمائنا وبدر زماننا ونقطة
دائرة عهدنا الشيخ الكامل سيدي محمد عبد اللطيف ابن سيدنا الشيخ محمد بن أحمد بن الحاج
محمد الشريف الإدريسي الحسني ولد (دام ظله) بمدينة تلمسان المصونة بتاريخ 22 شعبان
1356هـ الموافق لـ 28 أكتوبر 1937م ونشأ بها وسط أسرة كريمة باسقة شجرة سخائها
ضاربة بأصولها في أرض الشرف والأشراف ممتدة أغصانها في سماء المعرفة والمروءة.
نقله غداة مولده جده سيدي أحمد بلقايد (رضي الله عنه) إلى سماحة الشيخ
سيدي محمد الهبري فوضعه في حجره ونظر إلى وجهه متفرسا ثم قال: "إِنّ ابني هذا
سيكونُ لَه شأْن في هذه الطريقة ".
فكان لتلك المقولة وقعها المؤثر في قلب والده سيدنا الشيخ محمد بلقايد
(قدس سره) فراح يحوط ابنه بكل عناية فلما شب أشرف بنفسه على تعليمه
وتلقينه وتربيته فتلقى عنه الفقه والسيرة والعقيدة ومختلف علوم الشريعة فلما اشتد ساعده
بدأ يلقنه علوم القوم كما تلقى (حفظه الله) عن عمه سيدي عبد الكريم بن الحاج محمد
بلقايد الذي تولى تدريسه القرآن العظيم كما درس علوم اللغة والآداب على مجموعة من
المشائخ على رأسهم الإمام الشيخ البشير بوهجرة وكانت له جولات في المناقشة
والمدارسة مع سماحة الشيخ محمد متولي الشعراوي وقد اشتهر منذ صباه بالجد في طريق
القوم وبلغ فيها مبلغ الرجال في سـن مبـكـر في عهد والده الذي سمعنا منه (قدس الله
سره) قوله: "نالها عَبْد اللّطيف بذراعه" أي أنه ما حاز المقام إلا بجده
واجتهاده كما شهد له بمكارم الأخلاق وهذا مما يشهد له به الخاص والعام.
ودخل ذات مرة على والده وشيخه فاستقبله فرحا مستبشراً مردداً:
إسْمَع كلامــي ولتـهــم إن كنـت تـفـهــــــم لأن كنـــزك قـد عـــرى
عــن كـل طلســـــم
وما ذلك إلا لتجلي الأمر عليه وبزوغ فجره أما هو دام ظله الوارف ، فما
عهدناه إلا متسترا بدثار الخمول يرفض الظهور والإطراء وكثيراً ما يردد: - لست سوى خادما للطريق والفقراء - وهذا شأن العارفين ولولا أننا نعرف
منه رفضه للحديث عنه ونخشى من سوء الأدب معه لاسترسلنا في وصفه بما يليق بمقامه وإن
كنا لا ندرك ذلك ولا يسعفنا فيه زاد إلا ما أسعفنا به هو . ونذكر من مآثره تلك
التحفة المعمارية التي شيدها بإذن من والده بقرية سيدي معروف بوهران وبها مقر
إقامته . هذا وقد منَّ الله علينا أن أخذ عنه الطريق ثلة من كبار العلماء
والدكاترة من مختلف بلدان ودول العالم الإسلامي منها: المغرب
ومصر والسعودية وتونس وسوريا ولبنان واليمن ومن بعض الدول الغربية كفرنسا وأمريكا.
كما تخرج من هذه الزاوية عدد من الطلبة منهم من شارك في المسابقة التي
تنظمها وزارة الشؤون الدينية فنجح بامتياز وصار إماما خطيبا ومنهم من صار معلما
رسميا للقرآن وما زال باب الفضل مفتوحا وطموح الشيخ ممتدا لأن يجعل من هذا المعهد
مدرسة يتخرج منها العلماء والفقهاء خدمة للدين والوطن والمسلمين. وقد سخر لهذا
الغرض كل ما يملك وجند أبناءه لخدمة الزاوية والفقراء.
مواقفه النضالية والثورية :
لقد كان شيخنا سيدي محمد عبد اللطيف (دام ظله) من المجاهدين الأوائل
الذين تخرجوا في الزاوية على يد الشيخ سيدي محمد بلقايد (رحمه الله) وحدث ذات مرة أن
كان محل مطاردة من طرف الاستعمار صحبة والده الشيخ سيدي محمد بلقايد وأخيه سيدي
عبد الرحيم واستمر الاستعمار يطارده ويضيق الخناق عليه لكونه كان يتولى التنسيق
بين المجاهدين وجمع السلاح وتوزيعه وتنظيم الاتصال بين الفدائيين والمجاهدين في
الجبال وبين المجاهدين والمناضلين في المدينة وقد نجاه الله من محاولة الإعدام
رميا بالرصاص كما نجاه صحبة والده سيدي محمد بلقايد وأخيه سيدي عبد الرحيم من
المعتقل الأمر الذي اضطره إلى الرحيل إلى سيدي بلعباس حيث ظل يمارس نشاطه الثوري
حتى توقفت الحرب. كما أشرف على تنظيم استفتاء 02 ديسمبر 1962م الموافق لـ 5 رجب
1382هـ في منطقة سيدي بلعباس وما جاورها مع تصفية قائمة الأسماء المقترحة والصالحة
لأن تتولى مهام سلطوية في إدارة الجمهورية الجزائرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق