الجمعة، 30 مارس 2018

التعريف بمنطقة ڤـجــال وتاريخها


 تاريخ منطقة قـجـال


ڤـجــال


قجال ( بــ الفرنسية : Guidjel )  ، هي بلدية جزائرية ، تابعة إقليمياً وإدارياً لـ دائرة قجال ، الكائنة في ولاية سطيف ، والتي تقع شمال شرق البلاد  (الجزائر) ، تبعد عن مركز الولاية وعاصمتها ، مدينة سطيف ، بحوالي 12 كلم ، وعن الجزائر العاصمة بـ 300 كلم ..

عن البلدية :

قجال هي بلدية مهمة، و من أهم بلديات ولايـة سطيف ، فهي أكبر بـلديـة من حيث المساحة في الولايـة ، ويوجد بها زاويـة علميـة يرجع تاريـخ تأسيسها إلى القرون الهجرية الأولى، كما يوجد بها منطقة صناعية ، تضم أهم المؤسسات والشركات في ولاية سطيف، يقع مركزها في مفترق طرق جد مهم ، ويمر بها الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولايـة سطيف ، و ولايـة بـاتـنـة، مساحة أراضيها الموجهة للحبوب تقدر بـ 7.300 هكتار ، أي ما يمثل 4,27 بالمئة من المساحة الكلية الموجهة للحبوب بـولايـة سطيـف ، تبعد عنها مدينة الـعلــمة بحوالي 22 كلم، ويبلغ تعداد سكانها قرابة 33,685 نسمة وفقاً لإحصاء سنة 2008م ، تقع في الجنوب الشرقي لولاية سطيف، ذات موقع إستراتيجي هام جدا ، تحدها 7 بلديات: سطيف، ومزلوق، وقلال، وبئر حدادة، وعين لحجر، وبازر سكرة ، وأولاد صابر .

الاسم :

ڤـجال ، أو إيڤـجان (إيكجان)، أو دار الهجرة ، و بيت الحكمة ، أو بلاد سيدي مسعود ، تلك هي الأسماء التاريخية التي أطلقت على هذه المنطقة التاريخية العتيدة .

الجغرافيا :
الموقع :

توجد، مدينة « قجال » شمال شرق البلاد « الجزائر »، ضمن الإقليم الشمالي الشرقي الجزائري، و في إقليم الهضاب العليا، في الجهة الشرقية من الإقليم، وبالضبط في عاصمة الهضاب العليا « ولايـة سطيـف » ، على دائرة عرض : 36.1185 ، و خط طول : 5.52999 ، وعلى إرتفاع : 985 متر فوق سطح البحر، تتمركز في وسط ولايـة سطيـف، الجزائريـة ، على الحدود الجنوبية الشرقية لبلديـة سطيـف ، تبعد عنها بحوالي 12 كلم ،ويمر بها الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين عاصمة الهضاب العليا ولايـة سطيف ، وعاصمة الأوراس ولاية بـاتـنـة ،تبعد عنها مدينة بـاتـنـة بحوالي 118 كلم، وإلى الجنوب منها يقع جبل سيدي يوسف، ، والذي يبعد عنها بأكثر من 10 كلم، يحدها من الشرق كل من بلدية بازر سكرة ، وبلدية أولاد صابر ، ومن الغرب بلدية مزلوق ، وبلدية قلال ، ومن الشمال بلدية سطيف ، ومن الجنوب بلدية عين لحجر ، وبلدية بئـر حدادة ، كما أن بلدية قجال تقع شرق الجزائـر العاصمة ، تبعد عنها بـ حوالي 300 كلم ، و هي تبعد عن عاصمة الشرق الجزائري قسنطينة تقريبا بـ 130 كلم ، وعن عروس الزيبان مدينة بسكرة ، بـ 198 كلم ، وعن عاصمة تونس الشقيقة ، مدينة تونس بـ 540 كلم .

المناخ  :

تتميز منطقة قجال ، بشتاء بارد وممطر ، كما تعرف المنطقة هطول ثلوج كثيفة لأيام عديدة من فصل الشتاء ، وبداية فصل الربيع ، كالعديد من المناطق الداخلية الجزائرية ، أما فصل الصيف فهو حار نسبيا وجاف .


نبذة عن المنطقة :

إن منطقة « ڤـجــال » ، بزاويتها العتيدة ، هي إحدى المعالم التاريخية لمنطقة سطيف ، إن لم نقل في كامل القطر الجزائري ، والدليل على ذلك أن أقدم وثيقة تعود لـزاويـة بـن حـمــادوش ، بـ قـجــال ، لها أكثر من تسعة قرون ، بالتاريخ الهجري ، هذه الوثيقة تحدد القرن الخامس الهجري كتاريخ لتخصيص السيد محمد الكبير أحد أحفاد سيدي مسعود، بأراضي محبوسة عليه ، من قبل سلاطيـن المحروسـة الجـزائــر ، وتذكر أنه خصص زاويته ببعض الأراضي .
أما الوثيقة الثانية ، وهي أيضا من وثائق الزاوية ، فمؤرخة في أواسط ذي القعدة ، عام ثمانية وثمانين وثمانمائة هجرية (888 هـ/ 1483م).
و توجد وثيقة ثالثة ،يعود تاريخها إلى شهر شوال سنة ( 931هـ/1524 م ) .
 أما الوثيقة الرابعة ، التي تعود للزاوية ، فهي أوضح من الوثائق السابقة ومؤرخة في ( 1230 هـ / 1815 م) ، وتحدد الأراضي الفلاحية الموقوفة على أصحاب الزاوية .
ونظرا لهذا التاريخ الممتد في أغوار الزمن ، وفي محطات التاريخ ، فإن منطقة ڤـجــال بزاويتها العتيقة ، وكل المنطقة المحيطة بها ، تستحق أن يهتم بتاريخها ، الباحث النابه، و المؤرخ المتخصص ، يقرأ وثائقها ، ويبحث عن آثارها ، ويجمع قصص النساء ، و روايات الأجداد و الشيوخ ، و حكايات الجدات ، وأمثالهم السائرة وأهازيجهم وأشعارهم في الأفراح والأتراح ، والمناسبات المختلفة ، ويتفحص عادات الناس فيها ، ليعيد قراءة تاريخ هذه المنطقة ، وبعث روح الحياة الكامنة في أعماق نفوس أهلها ، التي تكن لـ ڤـجــال كل الحب والتقدير والتقديس .
ولعل ذلك يكشف التاريخ الحقيقي لنشأة مقبرة سيدي مسعود (رضي الله تعالى عنه وأرضاه) بـ ڤـجــال ، وعن شخصية العالم الناصح، والولي الصالح ، محيي الدين وناشر الحكمة ، مؤسس الصرح العلمي الشامخ ، الذي بعث في المنطقة وضواحيها الروح من جديد بعدما أنهكتها الصراعات، والذي سميت « مقبرة قـجــال » على اسمه : (جبانة سيدي مسعود)، وعن سر اغتيال أحفاده المعروفين بـ (سبع رقود) ، كما يمكن كشف سر القول المأثور : " ڤجال ما يخلى والعلم ما يخطيه " (( ڤـجال لا يُهْجَرْ والعِلْمُ لايَتْرُكُه )) .

التاريخ :
ڤـجال منطقة تاريخية :

إن " ڤـجال" ، منطقة قديمة ظهرت أهميتها في عصر ما قبل التاريخ، إذ ينسب إليها نموذج لأقدم إنسان في الجهة يدعى إنسان عين الحنش (1)،  وقيل أن اسم منطقة " ڤـجال " ، يعود إلى العهد الروماني البيزنطي ،وهو مركب من ( ڤي  Guy ) ، و ( جان _ JEAN )  ، ( ڤـي ) اسم الإمبراطور ، و (جان) ابن الإمبراطور, وتحول بعد ذلك إلى ڤـجال.
وقد أشار العلامة ابن خلدون ، إلى الأصل الروماني لمنطقة « ڤـجال » ، مدعما رأيه بما وجد في المنطقة ، من أنفاق ، وقبور ، وأعمدة ، وأحواض حجرية ، وأواني فخارية ، مازال بعضها إلى يومنا .
ومما يلفت الانتباه ، ويدعو إلى البحث ، ما يرويه المواطنون عن أجدادهم ،من وجود القصر العظيم خلف الجامع ، كما يدعى أيضا « قصر الزهو » ، الذي كان من الاتساع والضخامة بحيث يتحول أثناء حملات الغزو الخارجي إلى ملجئ يختبئ فيه سكان المنطقة ، مع مواشيهم وبهائمهم حماية لأنفسهم وأموالهم من السلب والنهب .كما يلاحظ وجود مجموعة من الآبار المبنية بصخور ضخمة ، على شكل البناء الروماني ، وبعض هذه الآبار اندثر مثل بئر القصر , وبعضها مازال مثل بئر الزنقة ، وبئر الجامع ، أضف إلى ذلك ما اكتشفه ، ويكتشفه المواطنون أثناء الحفر أسس البناء من ترع أو آبار من آثار ذات طابع إسلامي، كالجرار، والأواني، وشهود قبور، كتب عليها : " لاإله إلا الله محمد رسول الله " ، مما يؤكد أن منطقة « ڤجال »، مرت بعهود تاريخية كبرى ، منها العهد الروماني البيزنطي ، والعهد الإسلامي الأول ،أي عهد الفتوحات . ويقال أن منطقة « ڤجال » ، كانت بلدة عامرة ، واسعة الأرجاء ، مما جعل سكانها ،الذين يقطنون في غربها ، لايعرفون الذين يقطنون في شرقها .

وتؤكد الروايات المنقولة عن المواطنين، بما فيها رواية عن أجداد عائلة حمـادوش ، الذين توارثوا الإشراف على الزاوية ، عن جدهم الأكبر ،سيدي مسعود الڤـجالي الحسني (رضي الله تعالى عنه) ، أن موقع المسجد الجامع الحالي ، هو بالأساس موقع لمسجد بناه الفاتحون الأوائل . ولقد وجد في كتب بعض المؤرخين ، أن الصحابي « عبد الله بن الزبير » ،كان ممن شاركوا في بناء المسجد الجامع ،وترك أثر يده على الجدار القبلي للمسجد ، وبقي هذا الأثر قائما إلى زمن قدوم سيدي مسعود (رضي الله تعالى عنه وأرضاه) ، إلى « ڤجال ».
ويفترض بعض المؤرخين أن « ڤـجال » ، هي ( إيڤـجان ) أو ( إيكجان ) ، القديمة التي انطلقت منها الدعوة لإقامة الدولة العبيدية أو الفاطمية ، وكانت تدعى أيضا دار الهجرة .


أهم معلم :


إن أهم معلم لمنطقة « ڤـجال » ، هو مقام سيدي مسعود (قدس الله روحه وطيب ثراه) ، والذي له صبغة تقديسية عند سكان المنطقة .
كان « مقام سيدي مسعود » ، ولا يزال ، مزارا مباركا ، يرجى الدعاء عند مرقده الشريف .
أما عن نسب العالم الناصح، والولي الصالح ، سيدي مسعود الإدريسي، الحسني، الحسيني ، العلوي ، الفاطمي ، المحمدي ، القجالي (قدس الله سره)، فتؤكد الوثائق الخاصة بسلسلة نسب عائلة حمادوش ، أنه من ذرية آل البيت (رضوان الله تعالى عنهم) ، ويمتد نسبه إلى إدريس الأزهر، بن إدريس الأكبر، بن عبد الله المحض الكامل، بن الحسن المثنى، بن الإمام الحسن السبط، بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

وفيما يلي سلسلة نسبه الشريف :

(( سيدي مسعود ، بن عبد الحميد ، بن عمر ، بن محمد ، بن إدريس ، بن داود ، بن إدريس الثاني ( الأزه ر) ، بن إدريس الأول (الأكبر)، بن عبد الله المحض الكامل، بن الحسن المثنى ، بن الإمام الحسن السبط المجتبى ، بن أمير المؤمنين الإمام علي المرتضى، وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )) .
* وهو حسني ، وحسيني ، فجده عبد الله المحض الكامل، أبوه هو الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط، وأمه هي فاطمة بنت الإمام الحسين السبط .

* وكما عبر جده إدريس بن عبد الله (رضي الله عنه) : -( رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلي بن أبي طالب جداه ، وحمزة سيد الشهداء ، وجعفر الطيار في الجنة عماه، وخديجة الصديقة ، وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاه ، وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سيدة نساء العالمين، وفاطمة بنت الحسين سيدة ذراري النبيين أماه ، والحسن والحسين ، سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسيدا شباب أهل الجنة أبواه .)_


و يعود تاريخ إستقرار سيدي مسعود (رحمه الله تعلى ورضي عنه)، في منطقة   « ڤـجال » إلى القرن الخامس الهجري ، وقیل آواخر القرن الرابع الهجری، بعد رحلة قادته من بلاد فاس ، إلى منطقة « ڤجال » ، لأسباب كثيرة منها : أنها موقع من مواقع جيوش الفتح الإسلامي ، ولأن بها مركزا علميا أسسه الفاتحون الأوائل للبلاد ، وكذلك كان ذلك تلبية لدعوة جاءته من أهل منطقة « ڤجال » ، وضواحيها . فحقق لهم ذلك الرجاء ، وحل بينهم إماما ، وسيدا ، وناصحاً، ومرشداً، وحجة ومولى لهم .
ويروي المؤرخون ، وأعيان منطقة « ڤجال » ، وشيوخها وعلمائها ، عن قدوم سيدي مسعود (رضي الله تعالى عنه)، أنه استقبل استقبال الأمل والرجاء، من طرف سكان « ڤجال » ، عند مشته ( لخلف ) ، ما يسمى الآن مشتة (خلفي)، حيث أمر حرسه المرافق له بالتوقف عند الفيض ، الذي أخذ منذ ذلك اليوم اسم : « فيض الحرس » .

الدين العلم والثقافة :

ڤجال منارة للإشعاع الديني والثقافي :

منذ قودم سيدي مسعود (رضي الله تعالى عنه)، إلى « ڤجال » ، بدأت مرحلة جديدة في مسيرة المنطقة التاريخية ، حيث عرفت فيما توالى من الأزمنة والقرون ، بالمسجد الجامع، والزاوية العلمية التابعة له، التي أنشئت لغرض تعليم العلوم الدينية ، ونشر الثقافة الإسلامية ، والترويج لفكر الإسلام الأصيل،  فكان بها تدريس الفقه وأصوله ، وعلوم القرآن العظيم ، وعلم الحديث والدراية، وغيرهم من المعارف الإسلامية ، كما كان يدرس بها علوم اللغة العربية ، من نحو وصرف وبلاغة ...،  وعلوم المعقول، من منطق وفلسفة، كما درس بها الحساب ، والفلك وغير ذلك .
و كان من أهدافها التوعية والإرشاد، والإصلاح الاجتماعي . وقد نص على ذلك مخطوط، عليه توقيع أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري الإشبيلي ، أحد أعلام الفقه المالكي البارزين، وتولى الإشراف على التعليم بالزاوية وإدارة الأملاك الوقفية من الأراضي الفلاحية، أحفاد سيدي مسعود (رضي الله عنه)، من بعده، بمراسيم وعقود موقعة من طرف الأمراء ، والعلماء ، من أمثال ابن العربي ، والإمام الجليل أبي يحي زكرياء ، والإمام المجاهد أبي العباس أحمد ، وسيدي محمد بن يوسف الصغير ، وهذا الأخير الذي توفي بـ ڤـجـال ، ودفن بمقبرة سيدي مسعود (رضي الله عنه)، ومازال قبره معروفا إلى اليوم .

  • في عقود الأراضي الفلاحية - المحبوسة باسم سيدي مسعود الڤجالي الحسني (رحمه الله تعلى ورضي عنه وأرضاه)، أو أحفاده منذ القرن الخامس الهجري ، تلاحظ أنها : تمتد من " جبل مـڤــرس " الذي يقع شمال غرب مدينة سطيف ، إلى ثنية فرماة ( المسماة اليوم بـ الشيخ العيفه ) ، وتنحدر مع الوادي المتصل بها ، إلى وادي الشوك ، ثم تنحدر معه إلى رأس ڤـلال ، ثم تمضي إلى جهة جبل سيدي يـوسف ، ثم إلى جبل بـراو ، هذه حدودها الغربية، والجنوبية ، لـسيـدي مسعود (رحمه الله)، وأحفاده ، أما من جهة الشمال، فهي تمتد إلى بـلاد بوغـنـجـة ، وأولاد بـوروبـة.


 الزاوية العلمية :

إن تأسيس زاوية ڤـجــال ، كان على عهد سيدي مسعود (رضي الله عنه) ، المعاصر لعبيدي الله المهدي، مؤسس الدولة الفاطمية.
وفي أوائل القرن السادس الهجري، تم تجديدها على يد أبي عبد الله سيدي محمد ، حفيد سيدي مسعود (رضي الله عنهما)، بعقد موقع من قبل العلامة الفقيه المالكي البارز، أبي بكر محمد ، المعروف بابن العربي، الذي عاش بين سنتي ( 543/468 هجرية)، و ينص العقد على العقيدة ، والمذهب ، المعتمدين في التعليم بالزاوية، وهما العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي .

  • تعرضت زاوسة ڤـجــال، للإهمال والهجر، لعشرات السنين، كما تعرضت للهدم، ومصادرة أموالها وأوقافها، ونهب مكتباتها ووثائقها ، وتصفية شيوخها، اغتيال الشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس ، وإغتيال الإخوة السبعة ، والإعتداء على سيدي محمد الكبير، وبن عمته ، من طرف شخص ، تمت إدانته من طرف مجلس العلماء ، سنة 1192 هجرية  .

  • عاشت المنطقة فترة اضطرابات وصراعات لا تنقطع بين العروش،  والعائلات ، والقبائل، بالإضافة إلى صراع العرب مع الأتراك، ( معركة ڤـجــال)، بين جيش العرب، بــ قيادة أحمد بن الصخري، والجيش التركي بـ قيادة مراد باي، التي سبقت الإشارة إليها .

اضطر خلالها شيوخ الزاوية إلى مغادرتها، نائـيـن بأنفسهم وعائلاتهم عن الدخول في الصراع القبلي المقيت، هجرة الشيخ سيدي علي بن أحمد الملقب بـ احمادوش، إلى المغرب، وانتقال الشيخ الصديق حمادوش، إلى بلاد بـوغـنـجــة بأولاد صابر .
هذا فضلا عن الفترة الاستعمارية التي تعرضت فيها الزاوية إلى مصادرة أوقافها من الأراضي الفلاحية ، التي تشهد عليها وثائق الزاوية التي حددت أملاكها باسم بلاد سيدي مسعود (رضي الله عنه) ، قبيل الغزو الاستعماري الفرنسي ، بعدة سنوات . وعلى هذا يمكن أن نتحدث عن عدة فترات من التجديد الذي خضعت له الزاوية ، من خلال الوثائق  التي تنص على تنصيب الشيوخ باعتبار ذلك استئنافا لأداء دورها التعليمي والإرشادي والإصلاحي  .  

التجديد الأول :

تم في سنة 888 هجرية ، الموافق لسنة 1483 ميلادية ، بعقد موقع من طرف الإمام العلي المطاع أبي يحيا زكرياء ( من أمراء الدولة الحفصية ) ، يفوض للشيخ أبي عبد الله ، محمد بن إدريس ، بتسيير زاوية ڤـجــال ، وأحباسها.

التجديد الثاني :


تم في سنة 931 هجرية ، الموافق لسنة 1524 ميلادية ، على يدي الشيخ أبي عبد الله ، محمد بن صالح ، بعقد موقع من طرف الإمام المجاهد أبي العباس ، أحمد بن محمد . وقد شهدت زاوية ڤـجـال ، في هذه الفترة نهضة علمية ، شارك فيها الشيخ العلامة الكبير سيدي عبد الرحمن الأخضري (رحمه الله تعالى)  . 

التجديد الثالث :

تم في سنة 1211 هـجرية ، الموافق لسنة 1795 ميلادية ، على يدي سيدي محمد الكبير. وبعد وفاته تولى مشيخة الزاوية المجاهد الشيخ  الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن أحمد الملقب باحمـادوش  ، الذي شارك في مقاومة الاستعمار الفرنسي الغاشم ، في إحدى المقاومات الشعبية . وتمت معاقبته بمصادرة أراضيه الفلاحية الخاصة  .
  
التجديد الرابع :

تم على يد الشيخ الصديق حمادوش ، بن الشيخ الطاهر ، بداية من سنة 1857 ميلادية ، و الذي استطاع أن يستعيد المبادرة ، ويفتح الزاوية لتحفيظ القرآن الكريم ، والتعليم الديني ؛ كان الشيخ الصديق بن حمادوش ، عالماً جليلاً ، وعارفاً ربانيا ، وصوفيا مرشداً ، ومعلما ناصحاً ، تخرج على يديه أكثر من ستين فقيهاً ، منهم من فتح زاوية كالعلامة الشيخ المختار بن الشيخ (رحمه الله تعالى) ، والشيخ الطيب بن الكتفي ، والشيخ المنور مليزي، والشيخ علي الحامدي ، والشيخ رحماني عبد الرحمن (رحمهم الله تعالى أجمعين) ، ومنهم من اشتغل قاضيا في محاكم الشريعة الإسلامية، ومنهم من اشتغل مفتيا أو إماما ، فسدوا بذلك فراغا كبيراً في المحاكم الشرعية ، ودور الإفتاء، وعمروا المساجد  والجوامع، وأحيوا الزوايا العلمية ... ، وبهذا سجلت زاوية ڤـجـال ، حضورها على مستوى كل من المقاومة المسلحة ، من خلال العلامة المجاهد الشيخ  الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن أحمد الملقب باحمـادوش ، وحضروا بقوة على مستوى الجهاد الثقافي، أو الممانعة  الفكرية والثقافية من خلال الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش .

التجديد الخامس :


تم على يد الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادوش ، وإخوانه سنة 1936 ميلادية ، فاستعادت الزاوية العلمية بـ قـجـال، نشاطها العلمي والمعرفي، على يدي العلامة الشيخ المختار بن الشيخ (رحمه الله تعالى)، بين سنتي (1936 ميلادي إلى 1944 ميلادي) وبعد وفاته (رحمه الله)، استخلفه الشيخ محمد بقاق (رحمه الله)، لأكثر من سنتين (1945 م إلى سنة 1947م ) .

التجديد السادس :

تم على يد الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (رحمه الله)، سنة 1950 ميلادية، بعد أن أنهى دراسته بجامعة الزيتونة ، بـتونس،  وعاد إلى أرض الوطن ، فقام بإصلاحات معتبرة في الزاوية العلمية، واستأنف التدريس بها لعدد من الطلبة الذين كان وإياهم على موعد مع الثورة التحريرية المباركة ، فاستشهد منهم من استشهد , ومن بقي منهم رفع تحدي التعليم العربي بعد الاستقلال من خلال مدرسة ڤـجــال ، والمدارس الرسمية  .


التجديد السابع :

تم بعد الاستقلال ، أي في صيف سنة 1962 ميلادية، حيث انطلقت محاولة أولية للتدريس بالزاوية، قام بها الشيخ القريشي مدني، بطلب من الشيخ أبي محمد الصغير ، محمد الصديق بن الطيب حمادوش. وتبعتها محاولة أخرى قام بها الشيخ الحسين مؤمن، ولكنها لم تستمر . وفي بداية العام الدراسي (1963 / 1964) ، استأنفت الزاوية عملها تحت اسم مدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش ، بإشراف الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادوش ، وتسيير الجمعية الدينية برئاسة البشير ڤزوط . وكان من أبرز أساتذتها الشيخ القريشي مدني، والشيخ إسماعيل زروڤ . ومن فلسطين الأساتذة ذيب كنعان ، ويعقوب قرعاوي ، وتيسير محمد سعيد وغيرهم ، في هذه الفترة أخذت الزاوية صبغة المدرسة الحرة أكثر منها زاوية ذات خط وطريقة ومنهج في التربية والتعليم ، وتوقف التعليم القرآني بها ، ولكنها أدت دورا رائدا في تعليم أبناء المنطقة ، وولايـة سطيف ، فتخرج منها العشرات ، بل المئات من المعلمين ، والمدرسين ، والأساتذة ، والموظفين . وفي سنة 1976 جاء مشروع توحيد التعليم بإلغاء المدارس الحرة، و الزوايا العـلميـة ، فتسلمت مديرية التربية والتعليم ، مدرسة الشهد عبد الحميد حمادوش ، التي أصبحت تحمل اسم إكمالية الشهيد عبد الحميد حمادوش ، وحلت الجمعية ، فبقيت الزاوية معطلة خالية، بلا تعليم قرآني ولا شرعي ، إلا من الشيخ رابح عيادي ، الذي ظل محافظا على الآذان ، وإمامة الناس في الصلاة بدون أجر حتى توفي  (رحمه الله) .


التجديد الثامن :

في سنة 1981 ميلادية، أقدم أهل الزاوية ، وطلبتها القدامى ،على تكوين جمعية دينية للمسجد الجامع ، والزاوية العلمية ، فكان ممن ساهم وشجع على إعادة إحياء هذا الصرح العلمي التاريخي الشامخ ، الأستاذ إبراهيم زروڤ - وصفيح المحفوظ - والشيخ الزبير حمادوش – والشيخ عبد الوهاب حمادوش - والأستاذ عبد المجيد حمادوش - و الشيخ خالد حمادوش - و الشيخ محمد الفاضل حمادوش . و كانت الجمعية تتكون من الشيخ الزبير حمادوش - والشيخ القريشي مدني - و الشيخ محمد غجاتي - و الأستاذ المحفوظ صفيح - و العربي حافظ - و حمو رحماني - و محمد ولد الشيخ الخير فاضلي . فأقيمت أول جمعة بالمسجد الجامع التابع للزاوية ، كبداية لإحياء هذا المعلم التاريخي العظيم ، الذي كاد يندرس نهائيا ، و هذه المنارة الدينية المشعة بالقرآن العظيم ، والسنة النبوية الشريفة ، والشريعة السمحاء، وعلم الطريقة والحقيقة ، والتي ظلت مستعصية على الفناء ، و كان إمام الجمعة أحد طلبتها الأوفياء ، و خطيبها بالمنطقة ، الشيخ القريشي مدني (رحمه الله) ، الذي ظل لسنوات يقدم بها دروساً في علوم اللغة العربية ، والفقه و الأصول ، في هذه الفترة ، تمت بعض الإصلاحات في الزاوية العلمية ، مثل غرفة للتعليم القرآني ، توسعة قاعة الصلاة ، كانت هذه التوسعة تمثل ضرورة ملحة لاستيعاب عدد المصلين المتزايد يوما بعد يوم ، من كل المناطق المحيطة بمنطقة قـجــال ، الذين كانت تربطهم بالزاوية علاقات روحية ، و دينية ، و تاريخية ، باعتبارها مؤسستهم التعليمية و التربوية والدينية ، و باعتبار شيوخها مراجعهم في الفتوى ، والإرشاد، و الإصلاح الاجتماعي .


التجديد التاسع :

كان ذلك عام 1412 هـجري ، 1992 ميادي ، حيث تم إحياء الزاوية العلمية بـ قـجـال ، بإسم زاوية الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش ، بعد حفل تأسيس كبير حضر فيه جمع غفير من الأساتذة ، والمعلمين ، و علماء الدين ، والأعيان ، والمسؤولين وغيرهم ، و كانت الجمعية تتكون من الشيخ الزبير حمادوش - والشيخ فوضيل حمادوش - والأستاذ عبد المجيد حمادوش - والشيخ خالد حمادوش - والأستاذ الهادي حمادوش - والأستاذ عبد الله فتاش - والشيخ القريشي مدني - والساسي غجاتي - وعلي مدني - و الحسين فتاش - والشيخ عبد الرحمان حمادوش - ومحمد بخوش - وجمال بن إدريس - والأستاذ جمال بكاكشي ، و بعد سنوات تم إنجاز مشروع المجمع الإسلامي لزاوية ڤـجـال ، بعد أن تمت تسوية جميع الإجراءات القنونية و الإدارية ، لتكون البداية بإنجاز المسجد الجديد  .  

  • بعد فترة من الزمن قام السيد عبد الوهاب نوري ، والـي ولايــة سـطــيــف ، وبرفقة السيد رئيـس دائــرة ڤـجــال ، بـزيـارة إلى الـزاويــة ، كان ذلك يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان الفضيل، لسنة 1423 هـجـريــة .
وتم من خلالها اتخاذ قرار استرجاع إكمالية الشهيد عبد الحميد حمادوش، وبعد خمس سنوات من ذلك القرار التاريخي ، استؤنف إنجاز مشروع المجمع الإسلامي لـزاويـة ڤـجــال، بعد أن تمت تسوية جميع الإجراءات القانونية والإدارية ، لتكون البداية بإنجاز المسجد الجديد، الذي لطالما انتظره أهل المنطقة .

ڤجال مزار العلماء والصالحين :

نعود إلى منطقة قجال ، التي سجل لها التاريخ حضورا معنويا كبيرا ، حيث تشرفت باستقبال علماء أجلاء ، من أمثال العلامة سيدي عبد الرحـمـان الأخـضـري (رضي الله عنه)، الذي عاش في القرن العاشر الهجري، فقد ذكر أنه كان يزورها للتدريس ـ والـتـبـرك بـزيــارة مـقــام سيــدي مـسـعــود الـقـجـالـي الـحـسنـي (رضي الله تعالى عنه) ، وقد كتب له أن يتوفاه الأجل في منطقة ڤجال .
وقد نقل جثمانه الطاهر على أكتاف طلبته ، من منطقة قجال إلى قريته   " بـنطـيــوس   "الكائنة بمنطقة طولقة ،  بولاية بسكرة ،  الجزائرية ، حيث دفن هناك .
ومن العلماء الذين تشرفت منطقة ڤجال ، بإقامتهم فيها ،والتدريس في مسجدها ، سيدي محمد الصغير بن يوسف الحملاوي .
كما تشرفت أيضا بالشيخ أبي القاسم بن السعد الحامي ، الذي علم بزاوية ڤجال ، وقد ذكر أنه ترك بمكتبتها العديد من المخطوطات ، لم يبق منها إلا مخطوطا واحد في شرح الآجرومية ، فرغ من إنجازه في نهاية السنة المتممة للقرن الثاني عشر الهجر.  
ومن الرجال الصالحين نذكر الرجل الصالح الشريف النسب، سيدي عمر قادري ، الذي تعلم بقجال ، وكان صاحب علم وولاية .
و من العلماء الذين تشرفت منطقة قجال ، بزيارتهم لها أيضا ، الشيخ محمد العربي التباني ، المعروف بـ (أبي حامد بن مرزوق) ، والذي كان مدراساً بمدرسة الفلاح ، بمكة المكرمة .

كما كان الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، كثير الزيارة إلى منطقة قجال ، وزاويتها العلمية العتيدة  .


ڤـجال موقع حربي :

يبدو أن منطقة ڤـجال ، موعودة بأحداث التاريخ ، فما من عهد ، إلا ولها فيه قصة . في سلسلة (REVUE AFRICAINE) ، حديثا عن معركة كبرى ، وقعت بين جيش العرب بقيادة أحمد بن السخري بن أبي عكاز العلوي ، وبين جيش الترك بقيادة مراد باي ، بضواحي منطقة ڤـجال ، يوم السبت 12 جمادى الأولى سنة 1048 هجرية ، الموافق لـ 20 سبتمبر 1638 م.
لقد حقق أحمد بن السخري ، انتصارا ساحقا على مراد باي ، ففر بعدها مراد باي إلى منطقة الجزائر (الجزائر العاصمة)، ولم يعرف مصيره بعدها  . 


المقاومات الشعبية :

كان النهج المعتمد في زاوية قجال ، كباقي الزوايا العلمية في الجزائر ، الدور الأساسي والكبير ، في مشاركة بعض شيوخها في المقاومات الشعبية الوطنية ، ضد الوجود الفرنسي في الجزائر، ففي القرن التاسع عشر ، كان شيوخ الزوايا العلمية ، هم قادة الثورات والمقاومات الشعبية، ومفجروها ، وطلبتها جنود ميادين الوغى وفرسانها ، ومن هؤلاء كان ابن منطقة قـجــال ، وحفيد رمزها سيدي مسعود ، وواحد من شيوخ جامعها الشريف، الشيخ سيدي الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن أحمد الملقب باحمادوش  .
شارك سيدي الطاهر في الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي ، وقد أصيبت رجله أثناء معركة مع العدو قرب الجزائر العاصمة ، وكانت جروحه دامية ، فعجز عن السير ، وبقي هناك فترة من الزمن ، إلى أن شملته العناية الإلهية ؛ حيث عثر عليه أحد رفاق السلاح الناجين في المعركة ، فقدم له الإسعافات اللازمة، وأودعه عند أحد سكان المنطقة ، فلما برئ جرحه وعادت إليه عافيته ، رجع إلى بيته بـ منطقة قجال .  

الثورة المجيدة :

شباب ڤجال : من طلب العلم إلى طلب الشهادة :
إن حضور ڤـجال في الحركة الوطنية السياسية ، في النصف الأول من القرن العشرين ، من خلال التنظيمات الحزبية ، والجمعيات ، كان قويا ومكثفا ، فلا يكاد يخلو بيت من بيوت ڤـجال ، بجميع بلداته ، ومناطقه، ومشاتيه ، من منتم إلى أحد الأحزاب السياسية، أو الجمعيات الفكرية والدينية والثقافية ، كـ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مثلا ، كما سعى الكثير من شباب المنطقة ، إلى طلب العلم في زاوية (2) ڤـجال (زاوية بن حمادوش) ، التي كان يدرس بها العلامة الفقه الشيخ المختار بن الشيخ، ومن بعده الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش ، أو زاوية (بلكتفي) ، التي أنشأها الشيخ الطيب ڤـرڤـور ، و هذا الأخير كان يدرس فيها بنفسه ، ومنهم من ارتحل إلى طلب العلم بالمدارس الحرة بـ سطيـف ، أو مدارس جمعية العلماء بـ قـسنـطيـنـة، ومنهم من سافر إلى الخارج ، لإتمام دراسته بجامع الزيتونة في تونس ، أو جامع القرويين في المغرب ، أو جامع الأزهر بمصر  .
لقد كان هؤلاء الشباب من طلبة العلم، وعلى رأسهم الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، هم زينة ڤـجال ، وصفوة صفوتها ، هم التاريخ والعلم والفضل ،هم فخر أهلها .
لما اندلعت الثورة المجيدة ، الثورة التحريرية الخالدة ، ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المباركة ، كان أهل منطقة ڤـجال ، في الموعد ، وشاركوا فيها جلهم، فلم يخلو بيت من بيوت ڤـجال ، من شهيد أو مجاهد .. فـرحم الله جميع  الشهداء رحمة واسعة، وأسكنهم فسيح جنان الخلد، وجعل ذكراهم حية في قلوبنا دائما ، ورحم الله من مات من المجاهدين ، وأدام عافية على من بقي منهم على قيد الحياة .

بعد الاستقلال :

بعد الاستقلال ، كانت منطقة ڤـجال ، السباقة إلى تدشين أول مدرسة حرة للتعليم بالعربية ؛ وبـمباركة الشيخ محمد الصديق حمادوش ، فشرع الشيخ القرشي مدني، وقتها في التعليم بالمسجد الجامع ، فكانت أول حلقة لطلب العلم في ڤـجال بعد الاستقلال . ثم خلف الشيخ القريشي ، الشيخ الحسين ، أحد طلبة الشيخ عبد الحميد بن باديس .
 ثم كانت بعد ذلك الانطلاقة الحقيقية لمدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش ، بقيادة اللجنة الدينية ، والتي باركها الشيخ محمد الصديق حمادوش ، وترأسها سي البشير قزوط ، وبقية أعضائها ، كل من الشيخ الأستاذ القريشي مدني ، والشيخ لحسن بودرافه ، وسي البشير فلاحي ، وسي بوزيد هيشور ، والشيخ لخضر كسكاس ، الذي كان يسهر على إعداد الطعام للطلبة ، ومنهم أيضا الشيخ محمد خلفي ، وكذلك الشيخ الأستاذ إسماعيل رزوق .
وقتها كانت الانطلاقة لمدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش ؛ حيث تم افتتاحها في بداية السنة الدراسية 1963/1964 ، بعد حفل حضره كل من الشيخ الجليل نعيم النعيمي ، ممثلا لوزارة الشؤون الدينية ، والشيخ العوضي المصري ، والشيخ الإمام رابح بن مدور ، وجمع غفير من الموطنين ، والأعيان والعلماء  .
كان عطاء هذه المدرسة المباركة وافرا ؛ فتخرج منها أجيالا أمدت المدرسة الجزائرية الناشئة ، بمعلمين وأساتذة ، وفتحت الباب لطلبة شقوا طريقهم نحو الدراسات الجامعية ، في داخل الوطن وخارجه ، وفي مختلف التخصصات . ولهذه المدرسة إطارات في التعليم ، والإدارة ، والأمن ، والجيش ، والصحافة ، والقضاء ، والمصارف ، رجال كان لها الفضل في بداية تعليمهم بها  .




صور لـ شيوخ إرتبط إسمهم بقجال









وثائق

 


 




 صور لزاوية قجال


 





مقام سيدي مسعود (رحمه الله)
 





هوامش :
  • _(1)- "عين لحنش" أو عين حنش ، موقع في ولاية سطيف، يبعد حوالي 35 كلم ، عن مدينة سطيف، ويتبع لبلدية القلتة الزرقاء، بنواحي دائرة العلمة. اكتشف العالم الفرنسي أرمبورغ سنة 1947 م، في هذا الموقع أقدم آثار للإنسان في المغرب العربي ، تعود إلى 1.8 مليون سنة قبل الميلاد. عثر في الموقع على عدة أدوات من حجر الصوان وبعض من عظام لحيوانات منقرضة اصطادها الإنسان ليأكلها ويستخدم عظامها كأداة إلى جانب سكاكينه الحجرية. يحظى موقع "عين الحنش"  بتوفر المعطيات الكرونولوجية، الباليونتولوجية، السلوكية والتأقلمية التي أضفت عليه أهمية كبرى. تدل هذه المعطيات على أنّ أولى السّلالات البشرية قد عمّرت البلاد المغاربية منذ 1.8 مليون سنة، مزامنة بذلك مثيلاتها بموقع أولدوفاي (تنزانيا) وكوبي فورا (كينيا). لقد استقرت هذه المجموعات البشرية الأولى بسهول نهرية، بمحاذاة الوديان والمنابع المائية بصحبة حيوانات السّفانا. عثر على هذه الآثار أيضا في منطقتي عين أرنات وقجال أيضاً .

  • _(2)- الزاوية : لغة في الأصل لفظ مؤخوذ من الإنزواء بقصد العكوف على العبادة أو على تلقي العلم بعيدا عن دنيا الناس و مشاغلهم اليومية ، وهي أيضا رباط المجاهد في سبيل الله و حافظ الثغور ، يطلق على بناء أو مجموعة أبنية ذات طابع ديني ، و هي تشبه المدرسة في تخطيطها و أجزائها ووظائفها التعليمية ، و قد ذكر ( دوماس ، Daumas   ) عام 1947 في كتابه تعريفا للزاوية ، حيث قال :  ( إن الزاوية هي على الجملة مدرسة دينية و دار مجانية للضيافة )  .




مصادر :
  • - منشورات مخبر البحوث و الدراسات في حضارة المغرب الإسلامي - جامعة منتوري قسنطينة - الخريطة التاريخية و الأثرية لمنطقة سطيف -الملف التاريخي
  • - منشورات مخبر البحوث و الدراسات في حضارة المغرب الإسلامي - جامعة منتوري قسنطينة - المغرب الأوسط في العصر الوسيط من خلال كتب النوازل - السلطة الحفصية و أوقاف الأشراف - قراءة في ظهير لصالح زاوية قجال بسطيف - مؤرخ سنة 888 ه - 1483 م- جامعة باجي مختار عنابة
  • - المعالم - دورية علمية محكمة تعنى بنشر البحوث والدراسات التاريخية والتراثية
  • - مجلة الأنوار المحمدية - مجلة دورية دينية تصدرها - الزاوية البلقايدية الهبرية - العدد السابع عشر -رمضان 1438 هـ -جوان 2017م
  • - منشورات الجمعية الدينية والثقافية للمسجد الجامع بـقجال
  • - كتاب - الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (رحمه الله) - تأليف الشيخ الزبير حمادوش
  • - مجلة منبر قجال - مجلة فكرية دينية وثقافية تصدرها - زاوية قجال - العدد الأول




التعريف بمنطقة ڤـجــال وتاريخها

 تاريخ منطقة قـجـال ڤـجــال قجال ( بــ الفرنسية : Guidjel )   ، هي بلدية جزائرية ، تابعة إقليمياً وإدارياً لـ دائرة قجا...